فى تأكيد لمخاوفهم من سيطرة التيارات السلفية والإخوان، عبر عدد كبير من نجوم الفن – الممثلات منهن خاصة– عن هذه المخاوف صراحة فى صناديق الانتخاب وفى كل الدوائر التى أجريت فيها الانتخابات أمس، وكانت تصريحاتهن واضحة بأنهن لم يصوتن لقوائم تضم إخوانًا أو سلفيين.
لم تكن علا غانم فقط هى التى أعلنت ذلك صراحة بل أعلنتها أيضا هالة صدقى التى ذهبت للإدلاء بصوتها وكانت على موعد مع يسرا واتفقت الآراء على التصويت لقوائم الكتلة المصرية وبعض المرشحين من أحزاب أخرى ليست سلفية ولا إخوانًا.
من النجوم الذين صوتوا داليا البحيرى التى أدلت بصوتها فى مدرسة جمال عبد الناصر بمصر الجديدة وانتابتها حالة غضب من الشائعات حول التصويت والتوقيع على ورقة واحدة وليس ورقتين، كما كان يقال، كان كل فنان يذهب إلى لجنة يسأل نفس السؤال هل التوقيع على ورقتين أم ورقة واحدة، ومنهم المخرجة منال الصيفى التى أدلت بصوتها فى مدرسة الثانوية الصناعية بمدينة نصر، وطالبت بتوفير استمارات التصويت التى كانت قد نفدت فى اللجنة.
الفنانون لم تتباين آراؤهم حول التصويت لقوائم وأحزاب غير دينية، فقد عاشوا الفترة الماضية فى كابوس من الشائعات التى تتردد بأنه إذا سيطر الإخوان أو السلفيون لن تستطيع السينما تقديم أعمال بها مشاهد إغراء، بل قد لا تكون هناك سينما ولا تليفزيون، وأن يتم على حد قول بعضهم تحجيب الفن، منهم من فكر فى الهجرة إذا صعد الإخوان ومنهم من قال إنه سيتجه للأعمال الدينية، ومنهم من هاجر بالفعل كما فعلت سماح أنور وتشارك حاليًا فى مسلسل كويتى.
ولأن معظم نجوم الفن يسكنون فى محافظة الجيزة، فإنهم لم يذهبوا لصناديق الانتخاب وينتظرون المرحلة الثانية، ففى الجيزة يسكن عدد من كبار النجوم على رأسهم النجم عادل إمام، وابناه رامى ومحمد، وهم ينتظرون المرحلة الثانية والنجم صلاح السعدنى الذى انتقل من شارع أحمد عرابى إلى الشيخ زايد وكذلك النجم عزت العلايلى الذى انتقل أيضًا من العجوزة إلى الشيخ زايد، وأحمد بدير الذى يسكن هضبة الاهرامات ولبلبة التى تسكن حى الدقى.
السؤال المحير حاليًا هو لماذا يخشى الفنانون الإخوان .. وقد أجاب الاخوان أنفسهم عن السؤال فى مؤتمرهم الصحفى الذى عقد لإنتاج مسلسل وفيلم عن حسن البنا فى منتصف هذا العام وقالوا إنهم ليسوا ضد الفن ولن يكونوا خطرًا على أحد، لأن حسن البنا كان موجودًا وكانت السينما فى قمة نهضتها وازدهارها وهى الفترة التى شهدت ميلاد السينما وأسس جماعة الاخوان عام 1928 والسينما المصرية تعلن عن بدايتها الحقيقية عندما انتجت السينما في عام 1927 أول فيلمين شهيرين هما "قبلة في الصحراء" والفيلم الثاني هو "ليلى" وقامت ببطولته "عزيزة أمير " أول سيدة مصرية تعمل فى السينما، أي أن وجود الإخوان قد لا يكون له تأثير على الفن، فقد استمر حسن البنا بالدعوة، وبجماعة الإخوان فى ظل تنامى الحركة الفنية التى شهدت روائع البدايات حتى اغتياله عام 1949.
No comments:
Post a Comment